الطابق السابع والنصف

إحدى هواياتي المدمّرة الغير طوعية. التي ألجأ لها _زي كل الهوايات في العالم_ للهرب قليلّا من عقلي وأفكاري الي ما تخلص. هي الخروج من عقلي والدخول في عقل شخص آخر. بعد اختيار الرأس المنشود انطلق في رحلة مثيرة أحلل وأفكك التحليل لمحاولة الفهم تركيبة عقلة وطريقة تفكيرة . في أغلب الأحيان_أو كلها_ ينتهي بي المطاف ب لا انا الي فهمتهم ولا انا الي فهمتني. أنا مشعارفني أنا تهت منّي.


في الطابق السابع ونصف.

نصف طابق. نصف فكرة. نصف حياة.

عبَر مالكوفيتش البوابة الى داخل رأسه، ليرى ما يراه طوابير البشر المنتظرة دورها لتعيش تجربة ال15 دقيقة. في فيلم “ان تصبح جون مالكوفيتش” رأى مالكوڤيتش نفسة ونفسه فقط. وما نراه نحن لاحقًا قصة طفولة وصدماته التي كوّنت شخصيته الحالية. كانت تجربة غامرة مروّعة لم يستطع احتمالها فاختار الهرب وامر باغلاق البوابة نهائيّا.
“وهارب انا منّي حين اعرفني
بغير جدوى
أمنّي ينبغي هربي؟ “
_أيمن العتوم


الذي لا يعرفة مالكوفيتش بهروبه هو سلّم نفسه لمن أراد الدخول للإكتشاف، التغيير والاستيطان. كمحرك العرائس، التفكير الجمعي . ماكسين المستغلّه. وحتى لوتي التائهة.

كريج: أنت لا تعلم كم أنت محظوظ لأنك قرد.
لأن الوعي لعنة فظيعة.
أفكر أنا أشعر أنا أعاني.

كريج. محرك العرائس المكتئب من عدم التقدير، سيد التلاعب، المتعلّق بشدة. يحسد القرد على عدم وجود الوعي. اختار التلاعب والتعلّق في تجربته مع البوابة فعلق داخل جسد طفلة كل ما يستطيعه التحسّر و المراقبة عن بعد. بينما زوجته لوتي المتعاطفة بشدة والمنشغلة بشدة مع صدمات الطفولة لدى القرد المحسود. تجربتها مع البواية كانت مختلفة. اصبحت لوتي باتصال حقيقي مباشر مع نفسها، رغباتها وحقيقتها. التي كانت تتهرب منها باهتمام بالقرد وقرحته.

ماكسين: العالم ينقسم الى قسمين. الناس الذين يسعون الى ما يريدونه، والذين لايفعلون.
أولائك المتحمسين الذين يسعون ربما في النهاية لا يحصلون على مبتغاهم.
لكن على الاقل يعيشون بحماسة يبقون احياء نشيطون. لذلك عندما يستلقون على فراش الموت لايكون لديهم ما يندمون على عدم فعله.
اما الذين لا يسعون، من يهتم لامرهم على اي حال؟

ماكسين. الشخصية الوحيدة التي لم يُغريها الدخول الى رأس مالكوفيتش بل اختارات ان تستفيد منه ماديّا، جسديّا وعلى جميع الاصعده. ماكسن تعرف من تكون، ماذا تريد والى أين ذاهبه. كانت الروح الجاذبه. المغناطيس لكل الأرواح الهاربة. الشخصيات الثلاث الرئيسيات في الفيلم.


شاهدت الفيلم منذ عدة أيام ولازلت عالقة داخل رأس شارلي كوفمان.

اكتب تعليقًا