الطابق السابع والنصف

إحدى هواياتي المدمّرة الغير طوعية. التي ألجأ لها _زي كل الهوايات في العالم_ للهرب قليلّا من عقلي وأفكاري الي ما تخلص. هي الخروج من عقلي والدخول في عقل شخص آخر. بعد اختيار الرأس المنشود انطلق في رحلة مثيرة أحلل وأفكك التحليل لمحاولة الفهم تركيبة عقلة وطريقة تفكيرة . في أغلب الأحيان_أو كلها_ ينتهي بي المطافتابع قراءة “الطابق السابع والنصف”

شريكًا في البُكاء

بين الشهقة والأخرى تسحبُ نفس سيجارة،بمنديلها الممتلئ بالتبغ والدموع، والمهترئ بين أصابعها الرقيقة المطلية بدمويّة مشعة تُجفّف البلل حول عينيها المكحلة بحِرفيّةٍ كبيرة.تتبادل النظرات معه ” فاهمني؟ حاسس بيّا؟ دخل عيونك الحلوين معي حق؟.. “بثبات مُهيب مُقابِل شفتاها المُرتجفتان، صوت قلبِها الّذي يخفق بِشدّة، بوقار وحنيّة؛ يومئ.تذرف الدموع من جديد وها هو منديلها الوفي يتسابقتابع قراءة “شريكًا في البُكاء”

رمادٌ على السرير

فيرناندو بيسوا كتاب اللاطمأنينة ” اليوم استيقظتُ باكرًا جدًا، في لحظةٍ مشوشة، ثم نهضتُ من السرير على الفور تحت ضغط ضجرٍ غامض لم يتمخّض عن أي حُلم، ولا كان صنيعة أي تجربة واقعية. كان ضجرًا مُطلق وتام، لابدّ أنه كان مُستندّا الى شيء ما. في العُمق المعتم لروحي، هناك قوى لا مرئية مجهولة شرعت فيتابع قراءة “رمادٌ على السرير”

تصادم مع الذات

قبل ما يُقارب عقد من الزمان على أحد مِنصّات “تكلّم عنّي، علّمني من أكون من غير أن أعلم من تكون” شخصٌ مّا لا أعرفه ولكن يعرفني _ويعرفني جيدًا_ كتب لي “شخصيتك قوية بس تشيلين هم اشياء سخيفة تصدميني ههه”همم…معقول؟أنا كذا؟أنا مين؟ فجأة وبدون مقدّمات مُلاحظات الناس عنّي لم تعد تمر بخفّة، مُلاحظاتي عنّ نفسي، تصرّفاتي،تابع قراءة “تصادم مع الذات”

أمهات بيدرو بالأحمر العريض

 الأحمر: غضب، اثارة، حرارة، عدوان وعنف…الّا أنّ أحمر بيدرو المادوفار هذه المرة كان عاطفة. عاطفة مطلقة. الالوان _على حد تعبيره_ تحوّل الاشياء الى أفكار وتعطيها قيمة فنيّة. الالوان تعكس القصة ومشاعر الشخصيّات. هوس بيدرو بالألوان طغى هنا بالاحمر، فكان مهيمن مسيطر بكل مشهد بكل لقطه وبكل إطار من جدار بأكمله الى طلاء أظافر القدم. بطلاتتابع قراءة “أمهات بيدرو بالأحمر العريض”

نكديّة

أثناء تصفّحي لمنصة تويتر بالأمس ظهرت لي تغريدة من شخصٍ ما  يتسائل ويطالب بطريقة للتعامل مع المرأة “النكدية”. _ لا أعلم لماذا_ ولكن في نفس اللحظة والدقيقة خطرت في بالي كارمن. كارمن هي إحدى شخصيات رواية المنور لخوسيه ساراماغوا. قرأتها قبل أعوامٍ عديدة ولكنها لسبب ما_ بقيت عالقة في ذهني. كارمن ربّة منزل، مُغتربة لاتابع قراءة “نكديّة”

جداريّات منتصف الصيف Midsommar

استعان Ari Aster مُخرج فيلم Midsommar  بالرسام Ragnar Persson ليصنع جداريّات رائعة ومُلفته، رُسمت فيها جميع آحداث الفيلم على جدران المجمّع  _حيث تقع الأحداث_ليسَ هنالك فحسب، من أول لقطة إهتمّ مخرج العمل بكُل التفاصيل الصغيرة الخلّابة؛اختيار الالوان،الاضاءة، زوايا التصوير وجميع الاشياء التي تجعل من العمل السينمائي تجربة مُلهمة، مُغذيّة وفنّية بامتياز. جعله أيضًا ممتلئ بالرمزية والاحتمالات، تاركً للمُشاهد مُتعة الاكتشاف والتحليل .وهنا بعض المحاولات لتحليل وربط الصورة. لا أكثر. ⚠️ حرق – – خلال الجولة التعريفيّة في بداية وصولهم للمجمّع عرّف المُرشد الرسمة على قطعة القماش باسم قصة حب. وهو رسم توضيحي لطقوستابع قراءة “جداريّات منتصف الصيف Midsommar”

نساء في قائمة الانتظار

لماذا دائمآ يضعون لوحات لنساء ينظرنّ من النافذه هل ينتظرون منّا أن نقفز ؟ وماذا بعد،هذا الانتظار الطويل هذا الحصار المُستبدّ اللعين  قيودٌ قيودسكونٌ، صمتْوحزنٌ بليدبهيئةٍ فاحصةجالسة، واقفةيا لهذه الأعين الساهية سؤالٌ مُلِح _بامنية_ دافئة متى،وهل ؟سأغدوكعصفورة هاربة؟تطير تطير الى الدروب الآمنة  كضوءٍ كريحٍكشمسٍبحرية العبور الهانئة؟ النافذة: اسم فاعل من نفذ ونفوذ وهي مَنفَذ مُنتفَذ نفذ خلاله الضوء والهواء.

شياطين الرغبة Penny dreadful

بشخصيات مختارة من الادب القوطي في القرن التاسع عشر وببعض من الشخصيات الأسطورية وشخصيّات أصلية مبتكرة.يخلق لنا جون لوجان دراما من الرعب والفانتازيا بعمق فلسفي شاعريّ حيثُ فرانكنشتاين، دورين قراي، دراكولا ، ساحرات، مُستذئبين ومصاصيّ دماء … مُتّحدين في السّعي ذاتِه، للحُب، الجمال، الشباب الدائم والقوة.في مدينة مليئة بالمخلوقات الغريبة، الارواح الوحيدة والاحداث المرعبه. إلّا إنّ رُعبها الحقيقي يكمن فينا، في أنفسنا، في رغباتنا المدفونة في قدراتنا المخيفة والاشياء التي نحن قادرين على فعلها متى سمحنا بذلك.  ” لقد استمتعتُ بالأمر ، همس شيء ما وأصغيت. لعلّه كان حاضراً هناك دوماً ذلكَ الشيء، ذلك الشيطان بداخلي. أو وراء ظهري يتحرّق شوقاً لكي أستدير  “ تقول هنا ڤنيسا الشخصية المتجسّدة في الرغبة  ” لَطالما ظننتُ نفسي المرأة الاقوى بيننا، لكن هُنا كنتِ في غاية الجُرأة… رباه كم كُنتُ أحسدك، ربما كُنت أكرهُكِ أيضاً. كيف يُعقل أن تكوني أنت،اللطيفة والحليمة دائماً هي التي تحظى بتلك المُغامرات العُظمى قبلي؟ تعرفين الحُب. وتعرفين لمسة الرجُل. بينما أنا المرأة الشجاعة لم أكن أعرفُ شيئاًعن الحياة” صراع امرأة _كما يصِفُها الكاتب_ تؤمن بشيء عميق وهي على أتم الاستعداد للتضحية بحياتها من أجل تحقيقه. تؤمِن بالرّب بالخَير بالمعتقدات الدينية التي تجعل من الجنس خطيئة وشر من شرور النفس.يبدأ هذاالصراع في مرحلة بلوغها النُضج الجسدي، عند أول اكتشاف لعوالم الرغبه.الرغبه التي عندما حرّرتها جاءت عواقبها وخيمة وهيَ خسارة صديقتها مينا، فأصبحت مُستهدفه من شياطين الرغبةتابع قراءة “شياطين الرغبة Penny dreadful”

عندما يكون الوجود بحد ذاتِه غير كافِ Post-Graduation Depression

نقضي سنوات حياتنا العشرين الاولى في نظام كوني حُدِّد من المجتمع والعُرف وهي سنوات الدراسة، -نمشي مع التيّار -من مرحلة لمرحلة بمعرفة مُسبقة بالخطوة القادمة من المرحلة التمهيدية الى الاكاديمية. نتخرّج،  “والآن ماذا؟”  محمّلين بآمال وأحلام وتوقعات سواءً بِخُطة، بِمعرفة أو من غيرهما، ننطلق سعياً وبحثاً وسؤالاً… فنجد انفسنا بمواجهة مفاجئه مع الواقع؛ بسوق العمل وتحدّياته،بالمنافسة الشديدة و اللتي تزداد صعوبة مع كل جيل جديد،بالشروط “المفروضة” علينا من كل اتجاه؛ مجتمعيّة، عائلية وذاتيّه. ” ان الصعود في مراقي النجاح اذن لا تعتمد على سعي الفرد وحسن تدبيره دائماً. فالفرد مُقيّد في هذه السبيل قيود لا تُحصى. فهو إن استطاعَ أن يتحرّر من قيوده النفسيه، مثلاً، وقفت في طريقة القيود الاجتماعية وضربته على رأسة “ علي الوردي ثمّ تبدأ سلسلة من الرفض، الاحباطات وخيبات الامل.وندخل بمرحلة تُعرف باكتئاب ما بعد التخرج (Post-Graduation Depression)جهلنا بما سنواجِه جعل الامور أسوأ فنظُن أننا وحدنا من يُعاني وأن المشكلة تكمن فينا.ولأننا بعمر لا نُعامل به كبالغين بمساحة لاتخاذ القرارات من المجتمع؛ المجتمع المُطالب بالانتاجية، المُلحّ بالاسئلة التي لا نملك لها أجوبة،والمُعطي باستمرار لنصائحه وآرائه الغير مجدية من غير سؤالٍ عنها. يتمكّن مننّا اليأس _برغمِ استمرارِنا بالسّعي_ تدريجيًا حماسنا يَقِل ، نبدأ نشعر بالعجز بعدم الانتاجية بالملل و الحزن.ننعزل،  فَنحسّ بالوحده.نتسائل عن وجودنا وعن ذاتنا بحيّز صغير محدود للاكتشاف. نحزن على فرصنا الضايعة التي علمنا بها واللتي لم نعلم،  على العالم والاشياء الغير مكتشفة، على عمرنا ووقتنا المُهدر. احساسنا المستمر ان العالم يمشي من غير حضورنا الفتّان  وأنّ الدُنيا تدور ونحنُ لسنا جُزء من هذا الدوران محاصرين، مهمّشين وغير مرئيين.تابع قراءة “عندما يكون الوجود بحد ذاتِه غير كافِ Post-Graduation Depression”

عيون كبيرة على نافذة سوداء

في اللحظة الّتي سألَ بها رجل الأعمال الإيطاليّ مَن الرسّام ؟ هذه الثواني بين السؤال والجواب حدّدت مصير عشر سنين قادمة. ماذا لو أنّ Margaret Keane قالت: أنا ؟ في هذا الفيلم، كيفَ تكوني امرأة قليلةُ الحيلة، غارقة في الحُب.كيفَ يُأخذ من عُمرنا عُمر إلى أن نستوعبْ أنّنا مُستغلّون، وعُمُر للاعتراف بأنّنا من سمح بهذا الاستغلال، وضعفُنَا باستمراره. وعُمر…للتغيير. ورغمَ كُل الأضرار الوارد حدوثها في هذا السبيل، إلّا أن رضانا عن أنفسنا في هذه اللحظة حقيقي، ولا يقدّر بثمن. حكاية زوج استغلّ موهبة وحُب وضعف زوجته لصناعة مجدٍ لنفسه. يُقال أنّ العينَ نافذة الروحوالروح… غارقة في السواد.

مطروداً تخرُج يا آدم فارجِع من حيثُ أتيت

📝: لميعة عباس عماره لماذا عشقتُك أنت…؟لِمَ اخترتني بين أمجادِكَ الزاهره ومثلُكَ يَحلُمُ كرْمُ الجِنان يسيلُ على كفّهِ العاصره؟ لماذا ملأتَ عُيوني_فما عُدتُ أُبصِرُ_ بالمُثُلِ النادره ؟ لماذا جعلتَ طريقي انتهاءً وألغيتَ قُدسيّةَ الذاكره ؟ أكان اكتمالاً لمجدِكَ أن سيقُالُ: … وهامت به شاعره ؟ لماذا أنا في مجالي الهوى أُراقِبُ بالنظرةِ الخاسره رفوف المحبّينتابع قراءة “مطروداً تخرُج يا آدم فارجِع من حيثُ أتيت”

الحِسُّ في هذا الوجود جريمةٌ لا تُغتفر

📝: نازك الملائكة يا ليتني عمياء ‏لا أدري بما تَجني الشُرور صمّاء لا أُصغي الى وقْع السياط على الظهور يا ليت قلبي كان صخراً لا يُعذّبُه الشعور ياليتني، ماذا تُفيدُكِ، يا حياتي، ليتني؟ أحلامُك النضِراتُ باتت في قنوطٍ مُحزنِ لن يسمعَ القَدرُ المُدمّرُ فاصرُخي أو أذعني يا نارَ عاطفتي الرقيقة، يا غريبة في البشر وقْعُتابع قراءة “الحِسُّ في هذا الوجود جريمةٌ لا تُغتفر”

ما بَين الشدّة والضمّة… تشتاق الرّوح إلى ضمة

📝 صباح الحكيم ➖ كُن قريباً مِثل نبضي مثل ظلّي إنني أنت وأنتَ الآن كلّي ➖ سوفَ أمضي … أُغلق الأبواب خلفي لا ترى عيناكَ بعد اليوم حرفي سوف أمضي .. أتركُ الأزهار تشكو للأصيلفقْدَ موالي الجميل و دموع الورد كالنهرِ تسيل…سوف أمضي…دونَ حُزن أو بُكاءلا، و لنْ أهمس أنغام الرجَاءأتركُ الأحلامَ تذوي في الخواءلِأُغنيتابع قراءة “ما بَين الشدّة والضمّة… تشتاق الرّوح إلى ضمة”

لا أشبه أحداً

📝: سوزان عليوان لم أكن أبكيلكنَّ الأصحابَكانوا يختفونَ في عينيَّكأضواءِ السيّاراتِتحتَ المطر. 〰️​الآنَ فقطأحسستُبمأساةِ المهرّجِحينَ يفرغُ دمَهُكاملاًفي عروقِ النكتةِولا يضحكُ أحد. 〰️ ليتني كنتُحينما كانت أمِّيطفلةً حزينةًتحتاجُ إلى صديقةٍفي مثلِ حزنِها. ليتني كنتُ هناكأقاسمُها وحدتَهايتمَهاوليتني كنتُ أكبرَ منها قليللأكونَ أمَّها. 〰️ جلسَتْقبالةَ مرآتِهاتحدّقُفي ملامح الضوءِ الساكنِتتساءلُ:لماذا نولدُ بوجوه؟ 〰️ كنتَ تلملمُ أشياءَكَالمبعثرةَ في حجرةِ الفندقوتجمعُهافيتابع قراءة “لا أشبه أحداً”